الخميس، 15 أغسطس 2013

اعمال عنف جديدة في مصر غداة مقتل 578 شخصا وامريكا تغسل يداها


القاهرة- ا ف ب - شهدت مصر الخميس مزيدا من اعمال العنف غداة يوم دام قتل فيه المئات خلال فض اعتصامين مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، في وقت اعلنت واشنطن الغاء مناورات عسكرية كانت مقررة مع الجيش المصري.

وقالت مصادر امنية لوكالة فرانس برس ان سبعة جنود قتلوا في هجوم شنه مسلحون الخميس على نقطة تفتيش جنوب العريش شمال شبه جزيرة سيناء بعدما "اقتحموا خيمة كان الجنود بداخلها واطلقوا عليهم الرصاص".

وقتل ايضا اثنان من عناصر قوات الامن في هجومين لانصار مرسي على مركزين امنيين في مدينتي اسيوط (وسط) والعريش (شمال)، وفقا لمصادر امنية.

واقتحم عدد من عناصر جماعة الاخوان المسلمين مبنى محافظة الجيزة، جنوب القاهرة، واشعلوا النيران فيها، بحسب ما افادت قناة "سي بي سي" التلفزيونية الخاصة.

كما تعرضت اربع كنائس على الاقل في مناطق مختلفة الى هجمات، في وقت اتهم ناشطون مسيحيون انصار الرئيس المعزول بشن "حرب انتقامية ضد الاقباط".

وفي ظل تواصل اعمال العنف، وجهت وزارة الداخلية قواتها باستخدام الذخيرة الحية "في مواجهة اية اعتداءات على المنشآت الحكومية والشرطية"، حسب ما جاء في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه.

وكانت اعمال العنف التي انتشرت في جميع انحاء البلاد الاربعاء، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا.

وقد اثارت عملية فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية التي اطلقت موجة مواجهات تسببت بمقتل 578 شخصا بحسب حصيلة رسمية، ردود فعل دولية منددة، حيث استدعت وزارات خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا سفراء مصر لديها، بينما اعلنت الدنمارك تعليق مساعداتها لمصر.

وفي واشنطن، الغى الرئيس الاميركي باراك اوباما المناورات العسكرية التي كان من المقرر ان تجريها الولايات المتحدة قريبا مع مصر احتجاجا على مقتل مئات المتظاهرين، الا انه لم يوقف المساعدات العسكرية السنوية البالغة 1,3 مليار دولار لذلك البلد.

ودعا اوباما السلطات المصرية الى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، منددا "بقوة" بقمع المتظاهرين.

من جهته قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل انه ابلغ رئيس اركان الجيش المصري وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ان واشنطن ستبقي علاقاتها العسكرية مع مصر، الا ان ارتكاب الجيش لمزيد من اعمال العنف يمكن ان يهدد هذه العلاقات.

وفي وقت لاحق، حذرت الولايات المتحدة رعاياها من التوجه الى مصر ودعت المواطنين الاميركيين المتواجدين في ذلك البلد الى مغادرته.

كما قرر مجلس الامن عقد جلسة مشاورات لبحث الوضع في مصر الخميس بناء على طلب فرنسا وبريطانيا واستراليا.

في هذا الوقت، عمدت السلطات في ميدان رابعة العدوية في شرق القاهرة، ومنذ ساعات الصباح الاولى، على ازالة اثار المواجهات الدامية، بينما كان مئات المتظاهرين يتجمعون في مسجد قريب انتشرت فيه عشرات الجثث.

وقال عمر حمدي (23 عاما) لوكالة فرانس برس وهو يمشي مع ثلاثة من اصدقائه بين السيارات المتفحمة وعربات الشرطة والجيش "كان لا بد مما حصل، لم تكن هناك طريقة اخرى".

واضاف "الناس هنا لم تكن قادرة على العيش، وما حصل كان لا بد منه".

غير ان علي عبد الحق (57 سنة) قال وهو يسير مع زوجته بين سيارات مقلوبة على جانبها "ما حدث حرام، كان يجب ان تحكيم المنطق".

وتابع "الناس اختارت رئيسها واعطت اصواتها له، فهل نرمي الاصوات بهذه البساطة؟"، في اشارة الى مرسي الذي اطلقت عملية عزله من منصبه على ايدي الجيش اعتصامات منددة بما اسمته "الانقلاب على الشرعية".

وفيما كان الهدوء الحذر يسيطر على شوارع القاهرة، اعلن المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين جهاد الحداد على موقع "تويتر" ان جماعته ستبقى "سلمية، وقوية"، وستمضي "الى الامام حتى نسقط الانقلاب العسكري".

في مقابل ذلك، طالبت حركة "تمرد" التي كانت دعت الى تظاهرات 30 حزيران/يونيو ضد مرسي، الى تشكيل لجان شعبية الجمعة "في كل حي" حماية من "الارهاب".

ورغم العدد الكبير لضحايا فض الاعتصامين، اشادت غالبية الصحف المصرية الخميس بالعملية.

وعنونت صحيفة "الاخبار" على صحفتها الاولى "وانزاح كابوس الاخوان".

وكتبت الصحيفة الحكومية ان مصر "عاشت امس لحظات فارقة في تاريخها"، مضيفة "سامح الله من جعلنا نعيش كل هذا القلق والتوتر، من اجل ماذا؟ من اجل كرسي زائل استخدموا الدين فيه كوسيلة للضحك على الناس".

من جهتها، عنونت صحيفة "الشروق" المستقلة على صفحتها الاولى "الامن يطوي صفحة اعتصامي رابعة والنهضة".

والقت بمسؤولية اعمال العنف على مناصري مرسي حيث اعتبرت ان المواجهات اندلعت "بعدما لجأت جماعة الاخوان المسلمين الى +خيار العنف+".

غير ان الصحافة الاوروبية والاميركية استنكرت الاحداث الدامية التي رافقت فض الاعتصامين، وطالبت واشنطن بممارسة ضغوط لوقف اعمال العنف.

وفي اطار ردود الفعل، اكدت باريس رغبتها في تفادي "حرب اهلية" في مصر في حين طالبت تركيا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الوضع في هذا البلد.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون طالبت برفع حالة الطوارىء "في اقرب وقت ممكن".

0 التعليقات :

إرسال تعليق