الجمعة، 16 أغسطس 2013

حزب الله: «جماعات تكفيرية» وراء تفجير الضاحية

بيروت - ا ف ب - ارتفعت حصيلة تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله حليف دمشق الى 22 قتيلا امس في هجوم تبنته جماعة غير معروفة، فيما اتهم الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله «جماعات تكفيرية» بالوقوف وراء التفجير الدامي.
وافاد مصدر في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ان «حصيلة التفجير بالسيارة المفخخة الذي وقع الخميس في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية، ارتفعت الى 22 قتيلا على الاقل».
وبحسب الصليب الاحمر اللبناني، ادى التفجير الى اصابة اكثر من 325 شخصا بجروح، علما ان حصيلتي القتلى والجرحى ليست نهائية.
من جهتها، افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان سبعة اشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، بينهم رجل وثلاثة اطفال.
ودعا الجيش اللبناني في بيان اهالي المفقودين الى التقدم «لاجراء فحوصات الحمض النووي بغية التعرف على ذويهم».
ورجح حسن نصرالله مساء امس وقوف «جماعات تكفيرية» خلف التفجير الدامي.
وقال نصرالله «لا اريد ان احسم الآن واقول ان متفجرة الخميس هي مسؤولية الجماعات التكفيرية، لكن الترجيح الكبير جدا هو هذا، بحسب المؤشرات والمعطيات وكل ما يتوافر لدينا»، وذلك في خطاب عبر شاشة عملاقة امام الآلاف من مناصريه في احدى بلدات جنوب لبنان.
واضاف نصر الله مخاطبا هذه الجماعات «اذا كنتم تظنون انكم بقتلكم لنسائنا واطفالنا وابريائنا وتدميركم لاحيائنا وقرانا ومدننا، ممكن ان نتراجع عن رؤية او بصيرة او موقف اتخذناه، انتم مشتبهون».
ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه في معقل حزب الله منذ اعلان الاخير مشاركته في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وتابع نصر الله «ان احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع (...) اذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون مئتين، اذا كان عندنا الف مقاتل في سوريا سيصبحوا ألفين، واذا كان عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف».
كما اعلن استعداده التوجه شخصيا الى سوريا وقال «اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا، سنذهب الى سوريا».
وكان التفجير الضخم الذي تسبب بحرائق كبيرة في المباني والمحال التجارية، ادى الى محاصرة العديد من السكان في منازلهم قبل ان يعمل رجال الاطفاء على اجلائهم باستخدام سلالم طويلة.
وقالت كارول التي تملك عائلاتها ثلاث متاجر قريبة من مكان التفجير، ان عصف الانفجار ادى الى قذف احدى الموظفات الى داخل المتجر، قبل ان ترفع جثتها من تحت الانقاض بعد ساعات.
واوضحت «كانت بتول ديب (20 عاما) على مدخل المتجر، وقذف بها الانفجار الى الداخل حيث كان موظفون آخرون يتناولون الطعام. حاول مدير المتجر انقاذها، الا ان الحجارة التي غطتها لم تمكنه من ذلك، علما انها كانت لا تزال على قيد الحياة وتحدثت اليه».
وقالت ان المسعفين وعائلة بتول «تمكنوا من اخراجها من تحت الركام بعد نحو ثلاث ساعات، علما اننا بحثنا عنها في كل مستشفيات المنطقة، من دون جدوى».
واعلنت السلطات اللبنانية الحداد العام على الضحايا.
كما عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا في القصر الجمهوري.
وقال الامين العام للمجلس اللواء محمد خير في بيان ان المجلس «طلب من قادة الاجهزة الامنية القيام بأقصى ما يمكنهم فعله لكشف المخططين والمنفذين لهذا العمل وسوقهم الى القضاء المختص».
وصباح امس، تابع محققون من الجيش عملهم في مسرح التفجير، بينما تواجد عناصر من حزب الله باللباس المدني، بحسب مصور فرانس برس.
كما فرض عناصر الحزب اجراءات امنية في احياء الضاحية، شملت تفتيش السيارات الداخلة الى المنطقة والتدقيق في الهويات.
ورفع سكان في المنطقة صورة عملاقة على احد المباني للامين العام لحزب الله حسن نصر الله.
كما رفعوا لافتة بالانكليزية كتب فيها «صنع في الولايات المتحدة الاميركية» في اشارة الى الانفجار.
وتبنت التفجير مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجية»، مشيرة الى انه «رسالة» الى حزب الله بسبب قتاله الى جانب النظام السوري في المعارك ضد مقاتلي المعارضة.
في المقابل، اكد المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد الا علاقة لهذا الجيش الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة السورية، بالتفجير الذي وقع في الضاحية.
وقال «نحن في هيئة اركان الجيش السوري الحر نندد بهذه العملية، ونعتبرها عملا اجراميا يستهدف مدنيين»، متهما حليفتا حزب الله دمشق وطهران بالوقوف خلف الهجوم.
من جهتها، لم توجه السلطات اللبنانية اتهاما رسميا لاي جهة بالوقوف خلف العملية. الا ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال امس ان «هذا الاسلوب الاجرامي يحمل بصمات الارهاب واسرائيل».
ورفض الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امس هذه الاتهامات. وقال المتحدث باسمه «لقد فوجئت بان يكون الرئيس اللبناني اكد مجددا ان اسرائيل تتحمل مسؤولية التفجير. لماذا ينظر في اتجاه اسرائيل في حين ان حزب الله يكسر عظام لبنان ويقتل الناس في سوريا من دون موافقة الحكومة اللبنانية؟».
ودان مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذا التفجير الذي يعد الاكثر دموية في الضاحية الجنوبية منذ نحو ثلاثة عقود.

0 التعليقات :

إرسال تعليق